D W Griffith
"دي
دبليو جريفث، منتج كل الأفلام البيوجرافية
الناجحة حقق ثورة في دراما الصورة المتحركة
واسس تقنية حديثة للفن. ضمن
الابتكارات التي ادخلها والتي يتبعها
الآن معظم المنتجين المتقدمين الشكل
الكبير او اللقطة المقربة، المناظر
البعيدة كما تمثل أول مرة في "رامونا"،
"الانتقال للخلف"،
"الإثارة المستمرة"،
"الابتعاد بالتصوير"،
والتقيد في التعبير، فرع التمثيل في
الأفلام إلى مجال أعلى جعلها تنال الاعتراف
كفن صادق".
هذه
البدايات تجعل إنجاز جريفيث ملحوظا اكثر،
حقا لا يضاهى في ظهور أي شكل فني. في
أكثر من 45 فيلم التي أخرجها
أو أشرف عليها بين 1908 و1913،
شكل العناصر الأساسية لصنع الأفلام في
لغة ومفردات تخدم السينما لأكثر من نصف
قرن. على حد قول إريك فون
ستروهايم، الذي تخرج ليصبح مساعد مخرج
تحت جريفث، وضع "الجمال
والشعر في نوع رخيص من التسلية".
مع ذلك لمعظم هذه الفترة لم
يدرك جريفث في الغالب أنه كان يحول التعبير
الفيلمي. وعكس الإعلان
السابق، طابو تقنية الفيلم" لم
يكن مبتكر. حقا مطور فطري
وتوسع في الطرق السينمائية القائمة، التي
جمع بينها وبين تقاليد الفن الفكتوري
والأدب والدراما ليخبر قصصه بأكثر الطرق
المؤثرة.
وخلال
خمس سنوات من بدايته كمخرج، أجاد جريفث
كليا شكل الفيلم. رغم أن
"مغامرات دولي"
1908 كان مزيجا من الواقعية
والدراما النمطية، كانت تتسم بالسلاسة
الروائية والتناظر. جريفث
كتب بحرص ليستفيد من كل الإطار وغالبا
استخدم التركيز واللقطات الطويلة ليرفع
الدراما. قطع سير الأحداث،
وسمح للمحتوى السردي تحديد مكان الكاميرا
وتوقيت القص، وإنقاذ آخر دقيقة (الذي
صار شيئا مميزا) كان ملحوظا
بشكل خاص لإيقاعه وتوافقه مع جغرافيا
الشاشة.
عبء
العمل الشديد على جريفيث منحه فرصة كبيرة
لتجربة نحو وبلاغة الفيلم. إضافة
إلى اكتشاف إمكانيات الفلاشباك "توافق
خط العين" ومسافات
الكاميرا، اوائل الصور تعكس أيضا أن
اللقطات الفردية كانت جمل سينمائية يمكن
تحريرها معا إلى تسلسلات لها معنى دون
منطق درامي ملموس لربطها معا. "الفيلا
الوحيد" 1909، مثلا
ضم 52 لقطة منفصلة في
12 دقيقة فحسب، حيث
وضع إيقاع وعنصر شد في سيناريو ماك سنيت.
حين سال رؤساء "بيوجراف"
إن كانت الجماهير مرتاحة
مع هذا التكنيك السردي، أجاب جريفيث:
"ألا يكتب ديكنز هكذا؟"
تناوله لاحداث متوازية
وعواطف بمصطلحات سينمائية بحتة مما شكل
"مونتاج الجذب"
لأينشتاين والكاميرا
"الذاتية"
لموراناو. بالمثل
استعاراته المرئية تنبأت بالنظريات
السوفييتية للمونتاج المتصل أو الثقافي.
فيلم "ركن في القمح"
كل
فيلم له أضاف تطورا جديدا. "ركن
في القمح" 1909 كان بداية
اهتمام متزايد بمحتوى الاطار الفردي
"الوضع على المسرح".
ولإكمال المظهر الخارجي
الطبيعي، تخلص جريفيث من الخلفيات المطلية
واستخدم أجواء داخلية ليخلق زوايا وشكل
ويزيد الاطار. عمل بالقرب
من المصور جي دبليو بيلي بتزر، وطور مسارات
بورتر لتصبح أشكال مفهومة من التعبير،
حتى العبور بين القطات في المسار في فيلم
"عامل لونديل"
1911. الإضاءة الصناعية استخدمت
لتوحي بضوء النار في "إصلاح
السكير" 1909، لكن في فيلم
Pippa Passes 1909 (بيبا تمر) كان يستخدم ما
يطلق عليه "إضاءة
رمبرانت" كأداة سرد
وتشخيص. التقنيات البصرية
مثل الاختفاء والخفوت استخدمت لاغراض
السرد في حين استخدم الشاشات المنقسمة
والتركيز لخافت لتاثير إضافي.
جريفيث
أيضا حول فن التمثيل على الشاشة، مباشرة
للبروفات. مدرك أن
الكاميرا يمكنها تكبير أدنى إيماءة او
تعبير، اصر على التحكم في المشاعر والالتزام
بنطاق من الحركات والسلوكيات التي تدل
بوضوح على مشاعر معينة، صفات شخصية وحالات
نفسية. وسعى لاختيار
ممثلين لهم نمط بدني معين، وجمع فرقة تضم
بعض الأسماء الرائدة من العصر لا سيما
السينما الصامتة، بما فيهم ليليان ودوروثي
جيش، ماري بيكفورد، بلانش سويت، ليونيل
باريمور، دونالد كريب، هنري بي وايتهول،
والاس ريد.
دائما
ما يتم التغاضي عن قدرة جريفيث على التلون
في عصره. إضافة إلى
الميلودراما والأفلام المثيرة والمعالجات
للقصص الأدبية، أخرج أفلام رمزية دينية
(الشيطان 1908)،
تاريخية ("1776" سنة
1909) قصص وعظية (The
Way of the World 1910) رومانسية
ريفية ("كيوبيد
القروي 1911)، تعليق
اجتماعي (فرسان حارة
بيج 1912) أفلام ساخرة
(قبعة نيويورك 1912)
أفلام الوسترن (معركة
إلدربوش جالش 1913). أثناء
هذا اعطى السينما احتراما جديدا اجتماعيا
وثقافيا، لكن رغم إنجازاته ظل جريفيث غير
معروف بشكل كبير.
بحلول
عام 1913
اقتنع جريفيث أن
كشفه للحقيقة يمكن استخدام بشكل مرضي في
أفلام سردية.
هنا مرة أخرى
اعتمد على أسس وضعها آخرون.
الفيلم الأول في
العالم "حكاية
عصابة كيلي"،
صنعه تشارلز تيت في أستراليا 1906،
لكن طموح جريفيث أشعله الفيلم الفني
الفرنسي "الملكة
إليزابيث"
1912 والملحمة
الإيطالية "كوفاديس"
1913. غضب جريفيث
أن فيلم من بكرتين 1911
"إنوش آردن"
أطلق على أجزاء
منفصلة، بدأ جريفيث العمل سرا في فيلم من
أربع بكرات يعتمد على قصة من الإنجيل
judith of
bethulia 1913.
كلفه
إنتاج الفيلم مبلغ غير مسبوق هو 18000
دولار، يؤكد
الفيلم كل نقاط القوة والضعف لدى جريفيث
كمخرج.
الموقع والأزياء
كانت لها مصداقية بذل فيها عناء، والتطور
السردي كان محكما، والتمثيل استثنائي.
المونتاج خاصة
مشاهد المعركة، حيث لم يسمح لتمثيل الحشود
باجتياح الدراما الفردية، حقق بقوة ما
سماء أينشتاين "القيمة
المذهلة للصور المتصادمة".
مع ذلك السعي
للنطاق والأهمية، رفض جريفيث التجريب
وكشف عن الضحالة الثقافية.
الرؤية لها توازن
أعلى من الميلودراما المحبكة التي تعتبر
"الفن
العالي".
وتباعا، العاطفية
والادعاء والسذاجة السياسية تسود معظم
أعماله اللاحقة، بما في ذلك أفضل أفلامه
الشهيرة، "مولد
أمة"
1915 و"التعصب"
1916.
فيلم "مولد أمة"
كل
ما تعلمه جريفيث أثناء تدريبه ذهب إلى
"مولد أمة"،
ومعالجته روايات الحرب الأهلية لتوماس
ديكسون، "بقع الفهد"
و"افراد
العشيرة" وسينمائيا،
يوجد الكثير يستحق الإعجاب: "إعادة
بناء فترة ما، والتابلوه التاريخي،
والتصوير في الليل، واستخدام القوة التي
لا تضاهى والسيطرة في المونتاج، التي
ربطت بين 1544 لقطة منفصلة
في السرد. مع ذلك، يظهر في
الفيلم الجانب العرقي، الذي ساهم كثيرا
في إحياء حركة "كو كلوس
كلان" وسبب عاصفة من
الاحتجاج. ما زال فيلم
"مولد أمة" نجاح
تجاري هائل، فجمع تكلفة إنتاجه في شهرين
فحسب. استثمر جريفيث معظم
الربح في استجابته الجريحة لرد الفعل
المعاكس في فيلم "التعصب".
نسج
جريفيث 4 أفلام روائية
مدها 2500 سنة، كان يهدف
لتوضيح كيف أن الحقيقة مهددة دائما من
الرياء والظلم، لكنه أحبط آخر الأمر بعدم
الانسجام اللحني ومثالية حلوله. مع
ذلك، مرة أخرى حدث الكثير من التركيز
السينمائي؛ لقطة بابليون، ومشاهد المعركة،
ولحظات التفاصيل الدقيقة وسط الاجتياح
العريض والمونتاج التعبيري الذي وحد بين
القطاعات الفردية. لكن
الجماهير ارتبكت من الاسلوب وشعرت
بالاغتراب من الوعظ وقضى جريفيث باقي
مشواره يدفع ثمن فشل الفيلم. اختنق
من نظام الاستديو، وصار عمله تقليدي
بتزايد، رغم أفلام جيدة له من "البراعم
المكسورة" 1919 حتى "يتامى
العاصفة" 1922، كانت عرضة
بتزايد للتكرار والعاطفة. كان الفيلم الأخير لجريفيث "النضال" 1931، فاشل مما أجبره على تحمل منفى مدته 17 سنة من هوليوود، حيث رفضته الأداة التي بذل الكثير جدا لتشكيلها.
فيلم "التعصب"
الاختناق
من نظام الاستديو كان مصير شاركه الكثير
من صناع الأفلام المبدعين في 1920. مع
ذلك، مع اقتراب نهاية عصر الجاز، كان صعب
تذكر أن الكثير من كبار الرجال الذين
احكموا القبضة على كل جوانب السينما
الأمريكية دخلوا الصناعة أول الأمر
كعارضين لمدة قصيرة ياملون في الاستفادة
من التجارة التي كان لا يزال ينظر لها على
أنها شيء جديد. مع ذلك،
رجال أمثال كارل لامل وأدولف زاكور ووليام
فوكس وجيس لاسكي وصامويل جولفيش (لاحقا
جولدوين) وماركوس لو ولويس
بي ماير معظم من المهاجرين اليهود من
الجيل الأول من أوروبا الشرقية، كانوا
يملكون الشجاعة للانتصار في حروب التجارة
في 1910.
بعد
الاستخدام الأول للفيتاسكوب في نيويورك
في أبريل 1896،
حدثت ضجة عبر البلاد للصور المتحركة
المنعكسة. ولإشباع
الطلب تجاهل المنتجون والعارضون براءات
اختراع الألة واستغلوا غياب حق طبع شريط
الفيلم. وعام
18997 كان
إديسون مسلحا براءة اختراع شريط لاثام
فبدأ يحارب ويقاضي كل شركة استخدمت الشريط
في الكاميرا أو البروجكتر.
ثم حين غضب توماس ارمات
من أسلوب نسب الفضل لإديسون لفيتاسكوب
وتخصيص آليتها لشركته كاينسكوب، بدأ أيضا
يدفع قضايا فتقدم عريضة عن قوة براءة
اختراع نظام البكرة، ضد أديسون نفسه.
وكما ظهرت شركات أصغر،
دخلت بيوجراف الساحة، بعد تأمين براءات
اختراع أرمات ولاثام. آخر
الأمر، وصل عدد القضايا 200
أمام المحاكم الأمريكية.
أثناء
هذا، كان يحدث ثورة في العرض.
فكانت الأفلام جزء من
فواتير الفودفيل أو عنصر جذب في الملاهي
قبل افتتاح اول دار عرض دائم، إلكتريك
بالاس الخاص بتوماس إل تالي في لوس أنجلوس
في 1902 وبحلول
1910 كان هناك
نحو 10000 مسرح
نيكلوديان في كل أنحاء امريكا تجذب 80
مليون راعي أسبوعيا.
في السابق العارضون اشتروا
أماكن القدم حسب تكاليف الإنتاج وإمكانية
شباك تذاكر الفيلم. مع
ذلك، كانت الجماهير تطالب الآن بتغييرات
منتظمة للبرنامج ولتسهيل التحول السريع،
دخل لاعب جديد في الصناعة.
الموزع اشترى أو استأجر
الأفلام من المنتج ثم أجرها للعارض،
بالتالي يضمن سوق للمنتج وإتاحة مؤثرة
من حيث التكلفة للعارض.
هذا النظام المكون من 3
مراحل ما زال ساري اليوم
بشكل كبير.
كان
إديسون يأمل في استغلال البناء التجاري
الجديد لاستبعاد المغامرين مرة واحدة.
عام 1908 دعا
أرمات، وأحد الموزعين جورج كلاين والسبع
شركات الرائدة - بيوجراف،
فيتجراف، إسيناي، سيليج، باش، لويين
وكاليم - لتشكيل
شركات براءة اختراع الصور المتحركة MPPC،
التي أضاف إليها ملييس العام التالي.
بعد تجميع براءات الاختراع،
اتفق الأعضاء على عدم تأجير او بيع لأي
موزع الذي تعامل مع أي شركة مستقلة.
لتدعيم موقفهم وقعوا اتفاق
مع إيستمان الذي أتاح لهم الحصول القصري
على السليلويد. وبفاعلية
يقع الإنتاج الأمريكي في أيدي تسع شركات
فقط، في حين اقتصر التوزيع على أعضاء من
شركة جنرال فيلم، التي كلفت العارضين
أسبوعيا 2 دولار
رسم ترخيص لميزة تأجير أفلام MPPC.
لحماية أصولهم من النقد
الأخلاقي الذي صاحب طفرة الفيلم، أيضا
أسس MPPC المجلس
القومي للرقابة عام 1908
(أعيد تسميته المجلس القومي
للنقد عام 1915) لإقامة
معيار موحد للمعايير والمبادئ.
لكن بمجرد انتهاء حرب
براءات الاختراع اندلعت حرب الاحتكار.
مع
عدم الرغبة لدخول احتكار MPPC،
استقل الموزعون وليام سوانسون وكالر ليمل
وبدؤا في إنتاج أفلامهم الخاصة.
أخرى تشمل
فوكس وزاكور، اتبعت نفس الشيء وبحلول
1915،
هم 9 شركات
مثل ريلاينس وإكلير وماجستيك وباورز
وريكس وتشامبينز ونستور ولاكس وكوميت،
اتحدوا لتكوين شركة توزيع ومبيعات الصور
المتحركة، التي قاضت MPPC بموجب
قوانين الحكومية ضد التروستات.
MPPC استجابت
بعنف، فاستخدمت العصابات لتدمير المعدات
وتخويف فريق العمل والممثلين، لكن رقم
تكتيك العنف، المستقلون ازدهروا وحين
قاضت المحاكم MPPC عام
1917 معظم
أجزاءها حفظت. واخيرا
شركة فيها، فيتاجراف، أخذتها وارترز عام
1925.
يدخل
في فلكلور هوليوود تقليد أن صناعة الفيلم
استقرت هناك بسبب مسافتها من مكاتب
نيويورك. MPPC
وقربها من
الحدود المكسيكية جعلها ملاذا لحرب مثلى
للاحتكار. في
الواقع كانت الوحدات تصور في اماكن مشمسة
مثل جاكسونفيل وسان أنطونيو وسنتافي
وكوبا منذ 1907
للحفاظ على
معدلات الإنتاج أثناء شتاء إيست كوست.
لكن إضافة إلى
طول ساعات النهار، أتاحت كاليفورنيا كذلك
تنوع من المناظر -
الجبال والوديان
والجزر والبحيرات والخطوط الساحلية
والصحارى والغابات -
التي قد تثير
مواقع تصوير في أي مكان في العالم.
أيضا كانت لوس
أنجلوس مركز مسرحي جيد، مع عدة ساعات عمل
معتادة، وضرائب منخفضة ووفرة من الأراضي
الرخيصة، التي اشترتها الشركات لاستديوهاتها.
بحلول
عام 1915،
60 في
المائة من الإنتاج الأمريكي كان في
هوليوود، لكن كانت الحرب العالمية الأولى
هي التي ضمنت أنها صارت أيضا عاصمة السينما
في العالم.
الأعمال
العدائية وقفت ليس فقط معظم الإنتاج
الأوروبي (بالتالي
أزالت منافسة هوليوود الجادة)،
لكن أيضا تسببت في طفرة اقتصادية في
الولايات المتحدة، مما جعل التكاليف
والأرباح تزيد بالمثل.
المستقلون
بعد إثرائهم من استثمارهم الناجح في
الأفلام، استغلوا الفرصة لدعم موقفهم
خلال سلسلة أسس ودمج شركات.
لامل اشترى
عددا من الشركات الصغرى ليكون يونيفرسال
بيكتشرز عام 1912.
وأسس وليام
فوكس شركة فوكس فيلم كوربوريشن عام 1915
(التي اصبحت
Twentieth Century Fox
عام 1935).
وأخر الأمر
براماونت بكتشرز من اتحاد فيماس بلايرز
لزاكور وشركة فيتشار بلاي لجيس لاسكي
وشركة توزيع براماونت.
وظهرت متروجولدن
ماير عام 1924
من شركات بدأها
في الأصل ماير وجولدين ولوف ونيكولاس
شينك. وكون
هاري وألبرت وجاك وسام شركة وارنر بروس.
شركة بكتشرز
عام 1923 وكون
هاري وجاك شركة كلومبيا العام التالي.
إضافة إلى
الفنانين المتحدين واستديوهات "صف
الفقر"
منوجرام
وريبابلك، كانت هذه الشركات في محور نظام
الاستديو الذي حافظ على هوليوود لنحو 40
عام.
ولم تؤسس RKO
حتى ظهور عصر
الصوت.
توماس إنس
وضع
توماس إنس فكرة إدارة ناجحة للاستديو،
كان ممثل تحول للإخراج فقدم نحو 200
فيلم قصير
لشركة لامل "الصور
المتحركة المستقبلة"
قبل أن يتجه
للأفلام الروائية عام 1913.
كان إنس مخرجا
واقعيا بدلا منه جماليا، فاشتهر لإيقاعه
وتصويره - رغم
العين الثاقبة للتفاصيل، كان مهتم أساسا
بإقناع التدفق الروائي للحفاظ على سرعة
الأحداث ووضوحها.
صاحب نظرية
الأفلام الفرنسي جان متري كتب:
"إذا كان
جريفث اول شاعر للفن الذي ابتكر مفرداته
الاولى، يمكن القول ان إنس كان أول كاتب
مسرحي للفن".
بعدا عن فيلم
"المدنية"
1916، أشهر أفلاه
هي الوسترن، خاصة من بطولة وليام إس هارت.
كان لها أثرا
كبيرا على جون فورد فأسست الكثير من
التقاليد الدرامية لهذا النوع وقدمت
التصوير الحاد المميز والذي له تركيز
عميق.
فيلم "المدنية"
فيلم "المواطن"
فيلم "المواطن"
عام
1915 قام إنس
الذي كان الآن شريكا في شركة تراينجل فيلم
إلى جانب جريفث وسينكف، بإخلاء استديو
إنفيل لمجمع جديد في مدينة كالفر، فتخلى
عن الإخراج ليقوم بدور إشرافي بحت بعد
عامين. وبصفته
المنتج المنفذ الأول لهوليوود، قسم إنس
الوظائف الفنية والإدارية للاستديو وأدخل
نصوص تصوير مفصلة وجداول محكمة وتعليقات
على الإنتاج لضمان دخول الأفلام في الوقت
والميزانية. وراقب
كل مرحلة من الإنتاج، من مؤتمر القصة حتى
الطبعة الأخيرة، وطريقته للمكتب للمنصب
الرئيسي أدت إلى ظهور عدد من الأفلام
المبنية بخبرة، بما فيها "المواطن"
1916 و"آنا
كريستي" 1923،
إضافة إلى منح حرفة الأفلام لمخرجين من
مكانة هنري كنج وفرانك بورزاج وفريد
نيبلو. ومثير
للسخرية، قل حظ إنس في ظل النظام الذي
ساعد في تكوينه.
فيلم "آنا كريستي"
مصير
مماثل انتظر رائد آخر للاستديو وأحد خلفاء
جريفيث وهو "مالك
سينيت" الذي
كانت أفلامه تدين الكثير لتقنيات المونتاج
لجريفيث مثلما تدين للبانتومايم والسيرك
والكوميديا وأفلام زيكا وماكس ليندر.
كان سينيت مؤسس أحب
وأكثر هذه التقنيات المحبوبة الخالدة
للشاشة الصامتة وهي "السلاب
ستيك". سواء
تحاكي الأساليب الشائعة "العربة
المكشوفة" 1923 أو
تعالج كاريكاتير للبشر في العالم العدائي
"الفتاة
العبدة" 1916،
كان لدي سينيت قاعدتين فقط: أن
الأفلام تتحرك ولا يجب زيادة النكتة عن
100 ثانية.
كان ماهرا في اختيار
المواقع والارتجال، فجعل السينما تخدم
الأحداث، وتعدم الكوميديا مع الخداع في
التصوير والتوقيت الإلهامي للقص.
كما كان يملك قدرة
على التعرف على الموهبة: هاري
لانجدون، بين تيربيون وتشارلي تشير صنعوا
أسماءهم في استديو كيستون، مثل فرانك
كابرا ككاتب أفلام كوميدية. في
وسط 1910 تمكن
سينيت من الحصول على اسم "ملك
الكوميديا"،
مع فرقة باثنج بيوتيز المشهورة في العالم.
مع ذلك، إيقاعه لم
يناسب أسلوب الاكتشاف الأهم له هو "تشارلي
شابلن".
شارلي شابلن 1920
الانضمام
إلى كيستون من فريد كارنو لفرقة قاعة
الموسيقى في 1913،
كان تشابلن معين في الأصل، ب150
دولار حيث قلد مابل
نورماند وروسكو دافني أبرابكل.
بعد 12 فيلم
قصير كان يخرج بنفسه، إضافة إلى كتابة
معظم أفلامه. ابتكر
شخصية المتشرد التي جعلته أول نجم دولي
في الشاشة على فيلمه، "سباق
سيارات الأطفال في فينسينا"
1914، رغم أن شخصيته
ظلت تتطور باستمرار وتصقل خلال مشوار
شابلن. ويزعم
أنه اختار بشكل عشوائي بنطلون أبراكل،
وشارب ماك سوين وحذاء فورد سترنج إلى جانب
الجاكيت الذي يناسبه في المقاس، لكن
"الأناقة
الفوضوية" تذكرنا
بالأنيق "لندر".
كان فظا لكن رومانسي،
ساخرا بيعن شاعرية، وغد بأخلاق متزمتة.
تعاطفت الجماهير
في كل مكان مع هذا المهمش الذي اشتاق
للراحة رغم احتقاره لسطحيتها.
كان
شابلن يعيش في فقر في طفولته بلندن، فكانت
الكوميديا الخاصة به دوما شخصية به – حيث
تجمع بين الحنين للماضي مع الشعور بالرعب
من الظلم الاجتماعي. كان
يشتق كثير من دعاباته من الشخصية والمكان،
فاستخدم أفلام مثل "الشارع
الهادئ" و"المهاجر" (كلاهما
1917) لتناول
موضوعات مثيرة للجدل مثل تعاطي المخدرات
والجرائم في الشارع والدعارة. في
حين أتاحت له أفلام كوميدية مثل "حلبة
التزلج على الجليد" 1916،
التي أعجب بها الموسيقي الفرنسي "كلود
ديبوسي" لإيقاعها
وحيويتها أن يظهر ببساطة عبقرتيه كمهرج.
أبطأ شابلن إيقاع
سينيت وقلل الدعابات ليستغل بالكامل
الإمكانية الكوميدية لكل موقف، حتى اعتمدت
المشاهد على اثر الدعابات وليس مجرد
وجودها. استخدامه للمواقف يعكس مجال عبقريته الكوميدية، رغم أنها دوما غير متوقعة ويرجح أن تحدث ضده مثلما في فيلمه "الواحدة بعد منتصف الليل" و"دكان الرهونات" (كلاهما 1916)، مواقف شابلن تعرف الشخصية وتعبر عن المشاعر الداخلية، مما يعطي عمقا للكوميديا السطحية. لكن مركزي لنجاح كل أفلام شابلن ذكاء وخفة أداءه.
فيلم"المهاجر"